وقال مسؤولون إن النهب أصبح
أكبر عائق أمام توزيع المساعدات في النصف الجنوبي من غزة الذي تقطنه الغالبية العظمى من الفلسطينيين النازحين. ويقول السكان إن اللصوص، الذين أداروا عمليات تهريب السجائر طوال هذا العام، يسرقون الآن أيضا الطعام والإمدادات الأخرى، مرتبطون بعائلات إجرامية محلية.
ويصف المراقبون العصابات بأنها منافسة لـ"حماس"، وفي بعض الحالات، تم استهدافها من قبل قوات
الأمن التابعة للحركة في أجزاء أخرى من القطاع.
وخلصت مذكرة داخلية للأمم
المتحدة حصلت عليها صحيفة "واشنطن بوست" أكتوبر الماضي، إلى أن العصابات قد تستفيد من "حماية" من
الجيش الإسرائيلي.
ونفى
الجيش الإسرائيلي هذه المزاعم، وقال في بيان إن قواته نفذت إجراءات مضادة مستهدفة ضد اللصوص مع التركيز على استهداف الإرهابيين ومنع الأضرار الجانبية لشاحنات المساعدات وعناصر المجتمع الدولي".
"*غزة خارجة عن القانون"
في آخر حادث كبير لنهب القوافل، تعرضت 98 من أصل 109 شاحنات تحمل مساعدات غذائية تابعة للأمم
المتحدة من كرم أبو سالم للنهب على يد مسلحين ليل السبت وفقا لوكالات إنسانية تابعة للأمم
المتحدة ورجل الأعمال في غزة أدهم شحيير الذي كان معه 8 شاحنات في القافلة.
وأكد بيان صادر عن وكالة الأمم
المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) إن الهجوم تسبب في إصابات للناقلين" و"أضرار جسيمة في المركبات".
وقال منسق الأمم
المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية مهند هادي "غزة خارجة عن القانون في الأساس لا يوجد أمن في أي مكان".
واستعرضت الصحيفة وثائق الأمم
المتحدة التي لم تنشر من قبل حول حجم أزمة النهب وتحدثت مع زعيم العصابة الذي تعتقد جماعات الإغاثة أنه الجاني الرئيسي وراء الهجمات.
وتقول جماعات الإغاثة إن ما بدأ في الربيع كظاهرة عشوائية إلى حد كبير من المدنيين اليائسين الذين يسرقون من الشاحنات قد تحول الآن إلى مشروع إجرامي منظم، وأصبحت العصابات المسؤولة عنها عنيفة وقوية بشكل متزايد.
وبررت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق، وهي إدارة الشؤون المدنية للأراضي الفلسطينية التابعة للجيش الإسرائيلي، القيود المفروضة على تدفق البضائع بزعم متكرر أن "حماس" تسرق المساعدات .
وتمنعها من الوصول إلى المدنيين.
*صعود العصابات
بدأ النظام المدني في غزة بالانهيار في فبراير، حيث استهدفت إسرائيل ضباط الشرطة المدنية الذين كانوا يحرسون قوافل المساعدات الإنسانية، بحجة انتمائهم إلى الحكومة التي تديرها "حماس".
وفي مايو، استولت إسرائيل على معبر رفح الحدودي مع مصر وأغلقته، مما قلل من عدد شاحنات المساعدات القادرة على دخول القطاع.
وتحولت غالبية
حركة المساعدات الإنسانية إلى معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي المؤدي إلى جزء من جنوب غزة حيث تسيطر منذ فترة طويلة عائلات بدوية قوية بعضها متورط في الجريمة المنظمة.
وأصبح التبغ شكلا مهيمنا من أشكال العملة، حيث تصل علية من 20 سيجارة إلى نحو 1000 دولار، وفقا لرئيس مكتب غزة لمكتب الأمم
المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، جورجيوس بتروبولوس.
وقال إن السجائر، التي كانت مخبأة في الأصل في المنتجات، يتم العثور عليها الآن داخل علب الطعام، مما يدل على أن التهريب يبدأ في المصانع، ويعتقد أن الكثير من الممنوعات مصدرها مصر.
واعترف مسؤولون إسرائيليون، كثيرا ما اتهموا "حماس" بخطف المساعدات والشحنات التجارية لإثراء نفسها، الأسبوع الماضي بأن عائلات إجرامية كانت وراء بعض عمليات النهب.
وقال
مسؤول إسرائيلي للصحفيين في 11 نوفمبر بعض اللصوص لهم صلات بحماس، والبعض الآخر لا".