الصين تبرم صفقة ضخمة لبناء مصفاة في هامبانتوتا

أبرمت شركة الطاقة الصينية العملاقة المملوكة للدولة "سينوبك" صفقة بقيمة 3.7 مليار دولار لبناء مصفاة نفط ضخمة في هامبانتوتا، سريلانكا.

وتتعهد الاتفاقية بإنشاء منشأة قادرة على معالجة 200 ألف برميل من النفط الخام يوميًا، ورغم إشادة المسؤولين السريلانكيين بالصفقة باعتبارها استثمارًا أجنبيًا بارزًا، إلا أنها تثير مخاوف عميقة بشأن السيادة والسلامة البيئية والاستقلال الاقتصادي على المدى الطويل.

ويتبع هذا المشروع عن كثب نمطًا شوهد في عام 2017، عندما تنازلت سريلانكا، بسبب عجزها عن سداد القروض الصينية، عن السيطرة على ميناء هامبانتوتا ذي الأهمية الاستراتيجية لبكين بموجب عقد إيجار لمدة 99 عامًا، كما تضمنت هذه الصفقة تسليم 15 ألف فدان من الأراضي المحيطة.

ووفقًا لوثائق حصلت عليها صحيفة سيلون توداي، خصص مجلس الاستثمار (BOI) في البداية 400 فدان من الأراضي في أرابوكا، هامبانتوتا للمصفاة، وارتفع هذا الرقم إلى 500 فدان بحلول أغسطس 2024، وقد طلبت شركة سينوبك الآن 100 فدان إضافية من حكومة الحزب الوطني الجديد المنتخبة حديثًا - ليصل المجموع إلى 600 فدان على بُعد 3.5 كيلومتر فقط من الميناء الذي تسيطر عليه الصين.

وتُعد المخاوف البيئية من بين أكثرها إلحاحًا، تقع هامبانتوتا ضمن المنطقة القاحلة الجافة في سريلانكا، وهي مُصنّفة رسميًا كمنطقة متأثرة بالجفاف.

ويتجاوز احتياج المنطقة اليومي من المياه 115,000 متر مكعب، وسيُشكّل طلب المصفاة ضغطًا حتميًا على إمدادات المياه للزراعة والسكان على حد سواء، كما ستواجه منطقة موناراجالا المجاورة ضغطًا كبيرًا مع تحويل المياه للاستخدام الصناعي، وقد يؤدي استخراج المياه الجوفية إلى استنزاف الخزانات والخزانات الطبيعية، مما يُزعزع استقرار النظام الهيدرولوجي الهش أصلًا.