وفي الندوة التي نظمتها جامعة بنها المصرية بحضور الدكتور
نظير محمد عياد مفتي
الديار المصرية، وبحضور الدكتور
ناصر الجيزاوي رئيس جامعة بنها، والمهندس
أيمن عطية محافظ القليوبية، بعنوان "الأسرة في عصر التحديات"، وتم خلالها التوعية بأهمية دور الأسرة ومواجهة تحديات العصر، كما قام مفتي
الديار بالإجابة على بعض أسئلة الطلاب.
ومن أبرز ما جاء في الندوة هو ما قاله الدكتور
نظير عياد، مفتي
الديار المصرية، في رده على سؤال طالبة عما إذا كان في صداقة بين الولد والبنت، مجيبا: "مفيش حاجة اسمها صداقة بين الولد والبنت وأي حد يقولك غير كدا يبقى بيضحك عليكي".
وأضاف مفتي
الديار المصرية: "في زمالة أيوه بين الولد والبنت وهذه الزمالة مضبوطة بضوابط وأحكام وقواعد، أما الصداقة بين الولد والبنت بيكون فيها مكاشفة وأسرار وانفتاح وهذا الكلام لا ينفع بين الولد والبنت لأنه لا دين ولا عرف يجيز ذلك".
وشدد مفتي الجمهورية في كلمته خلال الندوة على أهمية البناء الفكري لتقديم الاستثمار في الأبناء لأنهم الامتداد الطبيعي للأسرة قائلا: "استثمر في ابنك وليس لابنك، مشيرا إلى أن البناء الروحي والعلمي والعقائدي يحصن الأسرة من التحديات التي تسعى لهدم المجتمعات والأمم من خلال دور الأسرة في تبصير أبنائها بالدين والمقاصد الشرعية".
وقال مفتي
الديار المصرية: "نولي اهتمامًا كبيرًا بالأسرة المصرية، ونسعى جاهدين لتوفير كافة السبل لدعمها والحفاظ عليها، وأدعو شبابنا إلى الالتزام بالآداب العامة، والحفاظ على قيمنا وتقاليدنا الأصيلة، واحترام كبار السن، والتواصل الدائم مع الأهل والأقارب"، مؤكدا أن الحفاظ على الأسرة هو حفاظ على المجتمع بأكمله، ومسؤولية مشتركة تقع على عاتقنا جميعًا.
وأكد عياد أن الأسرة هي الدرع الواقية للهوية الوطنية بمكوناتها من الدين، واللغة، والتاريخ، والحضارة. وأشار إلى محاولات التقليل من قيمة الهوية الوطنية، والسخرية من الدين، واللغة، والعادات، والتقاليد، والترويج لأفكار الفوضى الأخلاقية تحت مزاعم الحرية. وشدد على أن التاريخ والحضارة الإسلامية كانا مصدر إلهام لحضارات العالم، رافضًا أي محاولات للنيل من هذا التراث العظيم.
وحذر المفتي من التلاعب بالمصطلحات لتشويه المفاهيم الأخلاقية، مثل الحرية المطلقة التي تروج للإلحاد، والشذوذ، والمساكنة تحت ستار حقوق الإنسان.
وأكد أن الإسلام أقرَّ العرف وجعله مصدرًا للتشريع، موضحًا أن العادات والتقاليد ليست عائقًا أمام الحرية، بل هي ضابط أخلاقي يحفظ المجتمع.
ورفض ربط أحكام الدين بالتطرف، مشيرًا إلى أهمية الرجوع إلى أهل التخصص في الفتوى كما هو الحال في المجالات الأخرى.
كما تحدث مفتي
الديار المصرية عن خطورة وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الأفكار الهدامة، داعيًا إلى الرقابة الأسرية والتوجيه السليم للأبناء. وأكد على ضرورة تعليم الأبناء أهمية الرقابة الذاتية، مستشهدًا بقوله تعالى: "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد". وشدد على دور الصيام والعبادات في تعزيز الرقابة الذاتية، مما يساعد الأبناء على مواجهة المغريات والانحرافات الفكرية.
وأكد المفتي على أهمية البناء الديني، والعقلي، والجسدي، والفكري، مشيرًا إلى أن التربية الصحيحة تحمي الأبناء من الانحرافات الفكرية والسلوكية. وشدد على ضرورة تعليم الأبناء الرضا والتسامح للقضاء على مشاعر الحقد والحسد.
وأشار إلى دور ممارسة الرياضة وحماية العقل في الحفاظ على الصحة النفسية والجسدية.
وشدد على أن الشريعة الإسلامية وضعت الضوابط لحماية المجتمع، مستشهدًا بقوله تعالى: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة". وشدد على أهمية الحفاظ على المال والموارد، وحمايتها من الضياع والاستغلال غير المشروع.
من جانبه، أكد الدكتور
ناصر الجيزاوي رئيس جامعة بنها على تعاون جامعة بنها ودار الإفتاء في تنظيم المحاضرات والبرامج التدريبية وورش العمل لإطلاق حملات توعية بأهمية دور الأسرة ومواجهة تحديات العصر لدى منتسبي الجامعة بجانب عقد المؤتمرات والندوات العلمية المعنية بالقضايا المجتمعية.
وأشاد رئيس جامعة بنها بالدور الرائد الذي تقوم به دار الإفتاء المصرية، والتي تُعد من أعرق المؤسسات الدينية التي تعمل من خلال نشر الفتاوى المستنيرة بمنهج الأزهر الشريف، ومواجهة الأفكار المتطرفة، وحماية المجتمع من التحديات الفكرية والاجتماعية، مما يعزز دور
مصر الإفتائي الريادي في العالم الإسلامي.
ومن جانبه، أكد محافظ القليوبية على سعادته بالمشاركة بهذه الندوة للحديث عن الأسرة المصرية في رحاب جامعة بنها العريقة، هذا الصرح العلمي الذي يساهم بدور فعال في بناء مستقبل مصرنا الحبيبة.
وفي كلمته أكد محافظ القليوبية أن الأسرة المصرية تواجه تحديات جمة في عصرنا الحالي، وتتطلب منا جميعًا تضافر الجهود للحفاظ عليها وتدعيمها، وغرس القيم والمبادئ الأصيلة في نفوس أبنائنا، مضيفا أنه على ثقة بأن هذه الندوة ستساهم بشكل كبير في توعية شبابنا بأهمية الأسرة ودورها في بناء مجتمع قوي ومتماسك.