وذكر موقع "أكسيوس" الأمريكي وتابعته
السومرية نيوز، إن المسؤولين في
الولايات المتحدة مختلفين حول المسار الذي يمكن أن يحقق نجاح ما بين الدبلوماسية أو شن هجوم عسكري، لكن الجميع في
إدارة ترامب يتفقون على أنه بدون اتفاق، ستكون هناك حرب على الأرجح.
وحتى الآن، يتبع
ترامب مسارا مزدوجا؛ إذ أرسل مفاوضيه لمحاولة التوصل إلى اتفاق مع
طهران، وفي الوقت نفسه أرسل قاذفات بي-2 وحاملات طائرات استعداد للخطة البديلة.
ونقل "أكسيوس" عن مسؤول أمريكي مطلع قوله: "سياسة
إيران ليست واضحة تمامًا، ويرجع ذلك أساسًا إلى أنها لا تزال قيد الدراسة.. إنها معقدة لأنها قضية ذات طابع سياسي مشحون للغاية".
وأضاف أن "هناك مناهج مختلفة، لكن الناس لا يتبادلون الصراخ".
وجاء ذلك بعد أن عقد ترامب اجتماعا، أمس الأول، في
غرفة العمليات مع كبار مستشاريه بمن فيهم مسؤولون من كلا الفريقين، تناول ملف إيران.
وقالت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم
البيت الأبيض: "يفخر الرئيس بوجود فريق لديه آراء مختلفة.. يستمع إلى الجميع، ويتخذ في النهاية القرار الذي يراه في مصلحة الشعب الأمريكي".
ونقل الموقع عن مسؤول أمريكي آخر قوله إن نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس منخرط بشكل كبير في مناقشات السياسة الإيرانية.
وبشكل غير رسمي، يقود فانس المعسكر الذي يعتقد أن الحل الدبلوماسي هو الأفضل والممكن، وأن الولايات المتحدة يجب أن تكون مستعدة لتقديم تنازلات لتحقيق ذلك.
ويضم هذا المعسكر أيضًا مبعوث الرئيس، ستيف ويتكوف الذي قاد الوفد الأمريكي في الجولة الأولى من المحادثات مع إيران يوم السبت الماضي.
كما يضم معسكر الدبلوماسية
وزير الدفاع بيت هيغسيث، ويحظى هذا التوجه بدعم من خارج الإدارة يمثله تاكر كارلسون، المؤثر في حملة "لنجعل
أمريكا عظيمة مجددًا".
ويشعر هذا الفريق بالقلق من أن ضرب المنشآت النووية الإيرانية سيُعرّض الجنود الأمريكيين في المنطقة للخطر في ظل رد طهران على استهدافها.
كما يرى مؤيدو الدبلوماسية أن أي صراع جديد في المنطقة سيُؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط في وقت حساس للاقتصاد الأمريكي.
في المقابل، يبدي المعسكر الآخر، الذي يضم
مستشار الأمن القومي مايك والتز، ووزير الخارجية ماركو روبيو، شكوكًا كبيرة تجاه طهران كما يشكك بشدة في فرص التوصل إلى اتفاق يُقلّص البرنامج النووي الإيراني بشكل كبير.
ويتفق مع هذا الفريق عدد من أعضاء
مجلس الشيوخ الجمهوريين المقربين من ترامب، مثل ليندسي غراهام، وتوم كوتون.
ووفق موقع "أكسيوس"، يعتقد هؤلاء أن "طهران أضعف من أي وقت مضى، لذا يتعين على الولايات المتحدة ألا تتنازل، بل يجب عليها أن تُصرّ على تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل، وبالتالي يتعين عليها إما توجيه ضربة مباشرة لإيران أو دعم ضربة إسرائيلية".
ويضغط صقور إيران، مثل مارك دوبويتز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، بقوة من أجل هذا النهج.
وقال دوبويتز لموقع أكسيوس: "وصف الرئيس ذات مرة اتفاق عام 2015 بأنه معيبٌ للغاية.. والسؤال الآن هو ما إذا كان لا يزال يؤمن به"، محذرا من قبول "اتفاق
باراك أوباما المُعاد النظر فيه" في إشارة إلى الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما.
من جهة أخرى، يُعد
رئيس الوزراء الإسرائيلي
بنيامين نتنياهو أحد أبرز المعارضين للدبلوماسية مع إيران، إذ قال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إن زيارة نتنياهو للبيت الأبيض الأسبوع الماضي شابها التوتر، خاصة عند مناقشة الملف الإيراني.
وقال أحد المسؤولين، "يرى ترامب وبيبي الأمور بشكل مختلف تمامًا بشأن قضية توجيه ضربة عسكرية لإيران".
وقال المتحدث باسم مجلس
الأمن القومي بالبيت الأبيض، برايان هيوز لموقع أكسيوس "لقد كان الرئيس ترامب واضحًا، لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي، وجميع الخيارات لا تزال مطروحة".
وأضاف "أذن الرئيس بإجراء مناقشات مباشرة وغير مباشرة مع إيران لتوضيح هذه النقطة، لكنه أوضح أيضًا أن هذا لا يمكن أن يستمر إلى أجل غير مسمى".