وعلى الرغم من المبادرات الحكومية لتشجيع استخدام
الطاقة المتجددة، إلا أن الاستجابة الشعبية لا تزال دون المستوى المطلوب.
المبادرات الحكومية لتشجيع الطاقة الشمسية
وأطلق البنك المركزي في عام 2022 مبادرة لتمويل شراء منظومات الطاقة الشمسية للمنازل، بقيمة تريليون دينار عراقي (حوالي 750 مليون دولار).
وتهدف هذه المبادرة إلى دعم القطاع الخاص والمنازل في تبني حلول الطاقة النظيفة.
ورغم مرور أكثر من عام ونصف على إطلاقها، إلا أنه تم صرف 250 مليون دينار فقط من المبلغ المخصص، مما يشير إلى عزوف المواطنين عن الاستفادة من هذه القروض.
بالإضافة إلى ذلك، أعلنت مصارف حكومية عن تقديم تمويلات لشراء منظومات الطاقة الشمسية للمواطنين والموظفين. تصل قيمة التمويل إلى 10 ملايين دينار، بفترة سداد تصل إلى خمس سنوات، وبنسبة مرابحة سنوية تبلغ 5%.
كما تم تخصيص تمويلات تصل إلى مليار دينار للمجمعات السكنية الكبيرة، بهدف تعزيز استخدام
الطاقة المتجددة على نطاق واسع.
التحديات التي تواجه تبني الطاقة الشمسية
وعلى الرغم من هذه الجهود، يواجه تبني منظومات الطاقة الشمسية عدة تحديات، منها:
-إجراءات البنوك المعقدة: تشير التقارير إلى أن بعض البنوك تواجه صعوبات في تسيير آلية القروض المقررة، مما يؤدي إلى عزوف المواطنين عن التقديم.
-نقص التوعية: هناك غياب للتوعية الكافية لدى المواطنين حول فوائد ومزايا استخدام الطاقة الشمسية، مما يقلل من اهتمامهم بالاستفادة من المبادرات المتاحة.
-تكلفة المنظومات: على الرغم من توفير القروض، إلا أن تكلفة تركيب منظومات الطاقة الشمسية قد تكون مرتفعة بالنسبة لبعض الأسر، مما يجعلها تتردد في الاستثمار فيها.
تطبيقات الكترونية لاقتناء منظومات الطاقة الشمسية
ووجهت وزيرة الاتصالات هيام الياسري مؤخرا، بإنشاء منصات وتطبيقات الكترونية مجانية تصل لكل بيت لمساعدة الأسرة العراقية في اقتناء منظومات الطاقة الشمسية، فيما شددت على ضرورة، "التوعية والتثقيف باستخدام الطاقة النظيفة والتعريف بمشاريع المبادرة وإنشاء تطبيق الراصد البيئي للإبلاغ عن الظواهر التي تتسبب بالتلوث البيئي".
واطلقت وزارة الكهرباء، امس الخميس، "شمس البصرة" أكبر مشروع للطاقة الشمسية في
العراق.
وقالت الوزارة في بيان لها إنه "تم اليوم بالتعاون مع شركة توتال إنرجي إطلاق مشروع "شمس البصرة"، الذي يعد أكبر مشروع للطاقة الشمسية في العراق".
وأضاف، أن "انطلاق المشروع يأتي في إطار جهود وزير الكهرباء زياد علي فاضل، لتنويع مصادر الطاقة"، لافتًا إلى، أن "شركة توتال إنرجي الفرنسية بدأت الأعمال المدنية لتشييد محطة كهرباء تعمل بالطاقة الشمسية بمحافظة البصرة".
وتابع، أن "المشروع يمتد على مساحة تقدر بـ 9000 دونم في صحراء البصرة، ويضم نحو مليوني لوح شمسي موزعة على أربع وحدات توليدية"، لافتًا إلى، أن "المحطة ستنتج 1000 ميغاواط من الكهرباء النظيفة، بواقع 250 ميغاواط لكل وحدة".
وبينت، أن "الوزارة تشرف على تنفيذ المشروع، الذي يمثل خطوة استراتيجية نحو تقليل الاعتماد على الوقود المستورد وتعزيز أمن الطاقة في البلاد".
وأكد رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، اليوم الاثنين، أهمية مشاريع
الطاقة المتجددة ومنها توظيف الطاقة الشمسية.
وقال خلال اجتماعاً للفريق الوطني لمشاريع
الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة ان "مشاريع
الطاقة المتجددة مهمة، ومنها توظيف الطاقة الشمسية، والمباشرة بها من أجل تحقيق الانتقالة المطلوبة في ملف توليد الطاقة، من خلال اعتماد الطاقة النظيفة وأسلوب الحلول الذكية".
ووجّه السوداني، "بالبدء بمشروع القصر الحكومي (ضمن مشروع الأبنية الحكومية الموفرة للطاقة)، ومن ثم إطلاق العمل بالبنايات الحكومية التي أجريت لها عملية الحصر في عموم البلاد وعددها 164، لغرض تنفيذ مشاريع توفير الطاقة والطاقة البديلة فيها".
واستعرض الاجتماع أمام رئيس مجلس الوزراء، ما تم إنجازه من تصاميم شملت القصر الحكومي، والتمهيد لبدء تنفيذ المشروع الريادي للمحطة الشمسية لوزارة الداخلية، وهو قيد الإحالة، كما جرى عرض الدراسة الخاصة المكتملة لمشروع قناة الجيش، الذي سيعلن كفرصة استثمارية قريباً، ويشتمل على توليد الطاقة النظيفة، بسعة 100 MW، وكذلك ما تم إنجازه من تهيئة مخططات ومشاريع للدخول في الاستثمار بمجال الحلول الذكية، وتنفيذ أول مشروع ريادي للطاقة الشمسية للمنازل في المجمعات السكنية، وإطلاق مشروعي الحلول الذكية في الأقضية والنواحي لمحافظتي المثنى والأنبار ومحافظات أخرى.
وبينما تبذل الحكومة العراقية جهودًا ملموسة لتعزيز استخدام الطاقة الشمسية من خلال تقديم القروض والتسهيلات، لا يزال الإقبال الشعبي محدودًا. لمعالجة هذا الوضع، يجب التركيز على زيادة التوعية بفوائد
الطاقة المتجددة، وتبسيط إجراءات الحصول على القروض، وتقديم حوافز إضافية لتشجيع المواطنين على تبني هذه التكنولوجيا المستدامة.