النظام المروري..
الشيطان الذي قد يدخل بعلاقتك مع مدير عملك وهدر وقتك
تهديد الأرزاق والضغط السلبي والقلق الدائم، حمل ثقيل إضافي يحمله كل من يراجع دوائر التسجيل المرورية في
العراق، ليضاف الى الاجراءات الروتينية والتزاحم وربما سوء المزاج الذي قد يكون الموظف وعنصر المرور يحمله معه ليظهره على المراجعين.
القلق الدائم والضغط السلبي.. حمل اضافي مع الاوراق الثبوتية يرافق مراجعي دوائر المرور
منذ عام 2003 كانت ظاهرة الروتين القاتل وتردي الخدمات الادارية التي تقدمها الدوائر الحكومية والازدحامات الشديدة وعدم توفر حتى سبل الراحة او اماكن الانتظار اللائقة، كانت ظواهر تمكنت معظم الدوائر التخلص منها تدريجيًا، الا دوائر تسجيل المرور، لاتزال تحتفظ بأجواء ما بعد سقوط النظام، ولا يكاد أن ترى عراقيا يمتلك عجلة الا وقد غرست المراجعات المرورية ذاكرة سلبية بداخله.
الروتين القاتل.. ظاهرة غادرتها المؤسسات تدريجيا لكن المرور لايزال عالقا فيها
عوامل عديدة تساهم في أزمة المراجعات المرورية التي تتلخص بالغالب في قصة توقف النظام المروري الالكتروني، والذي عادة يكون مقترنا بغياب الاجابة الواضحة عن سؤال: "متى يعود النظام للعمل؟"، فعناصر المرور لايمتلكون الاجابة، خصوصًا وأن التوقفات تتعدد اسبابها بين مشاكل برمجية أو خلل بخدمة تجهيز
الانترنت، وبين أن تكون مشكلة داخلية بموقع التسجيل ذاته أو انها مشكلة مركزية في النظام الرئيسي.
"متى يعود النظام للعمل؟" سؤال بلا اجابة.. وراءه مشاكل برمجية او خلل في الانترنت
واحدة من المشاكل التي تؤدي إلى توقف النظام الالكتروني هو كثرة أعداد المراجعين لدوائر المرور مقابل قلة اعداد دوائر التسجيل المرورية، ففي العراق هناك 8 ملايين عجلة نصفها في
بغداد، بينما لا تتوفر معلومات عن عدد دوائر التسجيل المروري في عموم العراق، لكنها في بغداد تبلغ حوالي 8 دوائر.
4 ملايين عجلة في بغداد مقابل 8 دوائر تسجيل مروري فقط
يراجع دوائر المرور حوالي 15 الف شخص لانجاز المعاملات يوميا، اذا ما تم احتساب نصفها في بغداد أي حوالي 7 الاف معاملة يوميًا على 8 مواقع مرورية، فهناك الف معاملة على الاقل لكل موقع تسجيل مروري، بعدد ساعات دوام لا تتجاوز الـ12 ساعة أي بمعدل حوالي 85 معاملة في كل ساعة على مختلف انواع نوافذ المعاملات بين اجازة سوق وتحويل ملكية واصدار سنوية، وهذه جميعها تشكل ضغطًا كبيرًا على النظام المروري الالكتروني.
15 الف معاملة يوميا نصفها ببغداد.. و85 معاملة بالساعة
فضلًا عن ذلك، يبرز عامل الجهل الالكتروني وضعف الدورات واليات التعامل مع المشاكل التقنية بشكل فوري، فضلا عن سوء خدمة الانترنت، والتماهل في عمليات الصيانة، وعدم وجود قرارات او خارطة طريق مركزية للتعامل الفوري مع هذه المشاكل، جميعها عوامل تعقيد إضافية تجعل من المشاكل التقنية الطارئة، عقبة كبيرة في تجاوزها، ووسط كل هذا، يتصدر غياب ثقافة احترام قيمة الوقت والحرص على عدم ضياعه، كعامل رئيسي وراء
تجاهل حل هذه المشكلة المزمنة.
الجهل الالكتروني وسوء الانترنت وغياب الحلول البديلة.. معضلة المرور المزمنة.